admin مدير
عدد المساهمات : 678 تاريخ التسجيل : 07/09/2010 العمر : 58
| موضوع: انت عظيم الأحد 24 يوليو 2011, 23:59 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
نعم . أقصدك أنت يا من تقرأ هذه الكلمات الآن ! فإنني على يقين أن ما في قلبك من الخير الذي لا تعرفه ، والذي حاول الشيطان مرارًا صرفك عنه ؛ يجعلني أقولها وبكل اطمئنان : نعم . أنت عظيم .
أرجو ألا تظن مثقال ذرة أني أبالغ في مدحك أو مجاملتك .. فإن كنت تظن أن ما أوقعك فيه الشيطان أو النفس أو الهوى من المعاصي التي فعلتها - وقد سترها الله عليك أو لم يسترها - تجعلك لا تستحق هذه الصفة ؛ فأنت مخطئ أشد الخطأ .
أتدري لماذا ؟!
لأن الله قد خلقك على الفطرة السليمة .. فأنت نظيف من داخلك منذ يوم أن ولدتك أمك ، ولم تلوث بنجس الشرك أو الكفر - عياذا بالله - ، إنما هو شرر المعاصي التي لم يسلم منها لا أنا ولا أنت ولا أي بشر من بني آدم سوى الأنبياء - عليهم السلام - ، ومن ادعى غير ذلك ؛ فقد افترى على الله الكذب .
إذن .. هي المعاصي التي لوثت بشاشة الفطرة الطاهرة الكامنة في أعماق قلبك .. وهي ذاتها التي دعانا الله للمسابقة إلى الفوز بمغفرتها .. { سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } .
وهي - أيضًا - التي وعد الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يغفر لكل من جاءه لا يشرك به شيئا ، حتى ولو بلغت ذنوبه ملئ الأرض خطايا ، إلا أن الله برحمته كفيل إذا شاء أن يجعلها هباءً منثوراً يوم القيامة .. وهل هناك أوسع من رحمة الله تعالى ؟! " لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ؛ لأتيتك بقرابها مغفرة " .
إذن .. تعال معي لنزيل هذا الران الذي تراكم على القلوب ، فما أيسر إزالته لكل من قال : " رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم " .
هل تستطيع أن تقولها معي مرة أخرى الآن ؟ " رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم ".
هل بدأت تستشعر معي هذه الراحة النفسية ؟
قلها معي الثالثة ؛ فإن الله وتر يحب الوتر .. " رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم " .
أرأيت الآن كم أنت عظيم .
عظيم .. حين دمعت عيناك وأنت تتمنى أن يكون الله قد رضي عليك بالفعل ، وغفر لك ذنوبك كلها الآن وأنت تنطق بهذه الكلمات البسيطة للاستغفار ، ولكنها عند الله عظيمة ؛ لأن رحمة الله أوسع مما تتخيل ... وهل لك في هذه الحياة أحد أرحم بك من الله ؟!
عظيم .. حين نويت مرارًا الاستقامة على أمر الله ، ولكن نفسك غلبتك كبشر ، غير أنك لم ولن تستلم ، بل ولن تيأس أبدًا من رحمة الله ..
عظيم .. حين دمعت عيناك رحمة بوالديك ، وتمنيت أن يكون رضاهم عنك جسرك إلى رضوان الله ..
عظيم .. حين تذكرت ذات يوم الموت والحشر والقيامة ؛ فأشفقت على نفسك من عذاب الله ..
عظيم .. بما في نفسك من نية الخير ..
عظيم .. بما فيك من حبٍ للخير ..
عظيم .. حين علت همتك يومًا ، وعزمت على فعل الخيرات وترك المنكرات ، ولكن المعصية كسرت منك الخاطر ، وألقى الشيطان في روعك أنه قد هزمك - ولو ظاهريًا - ، غير أن تلك العزيمة لا زالت كامنة بين حنايا نفسك ، وسوف تطلق لها العنان - بإذن الله - مجددًا . أتدري لماذا ؟ لأن هذا هو سر عظمتك .
فأنت بالفعل عظيم ؛ لأن هذه الدمعات قد فتحت لك الآن - بإذن الله - صفحة جديدة مع الله ، وجعلتك تستشعر كم أنت بالفعل تحب الله - تعالى - ، وتتمنى أن يقول لك يوم تلقاه : " عبدي : هذه ذنوبك سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم " .
فهنيئا لك ، وبشراك في الدنيا برجاء المغفرة ، وبإذن الله جنة الرحمن يوم القيامة .
وقبل أن تخبو أثر تلك الكلمات من نفسك ، تذكر دائمًا أن طاعة الله سوف تجعلك دومًا عظيمًا ...
| |
|