مدينتا ** المنزلة **
المنزلة أحد مراكز محافظة الدقهلية الإدارية، وتقع في الشمال الشرقي من مصر، وقد سميت من قبل مدينة تنيس وهي كلمة هيروغليفية تعني صناعة الحرير، حيث اشتهرت هذه المدينة قديما بصناعة الحرير الطبيعي، أما سبب تسميتها بالمنزلة فتذكر بعض المصادر التاريخية أن ذلك يرجع إلى كتاب عمرو بن العاص الذي رد فيه على رسالة القعقاع بن عمرو التميمي والذي أخبره فيه أن نزل في هذه المنطقة بعد أن فتح أحد حصون الرومان فقال له عمرو بارك الله في منزلتك يا قعقاع، فسميت بالمنزلة.
والمنزلة عبارة بيئة تجمع بين سمات الريف والحضر ووبها بحيرة معروفة ومشهورة بحيرة المنزلة. تتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي الجليل عبد الله ابن سلام حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين كما تتميز ا لبحيرة بغناها بالثروة السمكية والطيور المهاجرة إليها من مختلف الأنواع ويتم الآن دراسة استغلالها سياحياً. وتحمل مدينة المنزله كل السمات البشرية والثقافية والعمرانية للمراكز الادارية التابعة لمحافظات الوجه البحري دلتا مصر. نظره على تاريخ المنزلة
اثناء الاحتلال الفرنسى لمصر: وكان لهذه البلدة شأن وخطر لما امتد في أنحائها من أسباب الثورة، ولظهور جماعة من زعماء الأهالي يحرضون الناس على مقاومة الفرنسيين ، وقد برز من بينهم في تقارير القواد الفرنسيين اسم "حسن طوبار" شيخ بلدة المنزلة كزعيم للمحرضين وخصم عنيد لا يستهان به، ومدبر لحركات المقاومة في هذه الجهات. وكان "حسن طوبار" زعيماً لإقليم المنزلة الذي سبب متاعب كثيرة للفرنسيين ... كتب ريبو يصف سكان هذه الجهات بقوله "ان مديرية المنصورة التي كانت مسرحاً للاضطرابات ، تتصل ببحيرة المنزلة ، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة، ولهم جلد وصبر، وهم اشد بأساً وقوة من سائر المصريين".بدأت الحملة تتحرك على البحر الصغير من المنصورة يوم 16 سبتمبر 1798 بقيادة الجنرال (داماس ووستنج) اللذين أنقذهما الجنرال دوجا، وقد زودهما بالتعليمات التي يجب ابتاعها، وفى هذه التعليمات صورة حيه لحالة البلاد النفسية ومكانة الشيخ "حسن طوبار".تحرك الجنرال على رأس الجنود الفرنسيين، وساروا بالبحر الصغير على ظهر السفن فأرسوا ليلا على مقربة من (منية محلة دمنة) و شعر أهالي المنية باقتراب الحملة فأخلوا بلدتهم وكذلك كان الوضع في القباب الكبرى، وقد كلف الجنرال داماس مشايخ بعض القرى المجاورة ان يبلغوا أهالي القريتين ان يعودوا فإن القوة لن تنالهم بشر إذا دفعوا الضرائب المفروضة عليهم. وهناك افترق القائدان ، فرجع الجنرال وسنتج إلى المنصورة، ومضى داماس إلى المنزلة لإخضاعها ومعه من الجنود اكثر من ثلاثمائة جندي بأسلحتهم وذخيرتهم غير ان الجنرال دوجا وجد ان هذا العدد من الجند ليس في مقدوره القضاء على مقاومة المنزلة مما دفعه إلى أن يطلب المدد من داماس وبعد محاولات عده فاشله فشل الفرنسيون فى اقتحام البلده العنيده لتظل المنزلة فيما بعد فى ذاكره قاده الحملة الفرنسيه وقد ذكرت المنزله فى كثير من مذكراتهم مقترنه باسم حسن طوبار هذا المجاهد العظيم.
اثناء العدوان الاسرائيلى على مصر:
بعد العدوان الاسرائيلى على مصر وامتلاكه سلاح جو رفيع المستوى اصبحت مدن مصر فى مهب قذائف العدو ولاسيما المدن المتآخمه على شاطىء قناه السويس ومنها محافظات السويس والاسماعليه وبورسعيد لذلك عمل معظم اهل وساكنى هذه المحافظات على الهروب منها واللجوء الى احدى المدن القريبه نسبيا من هذه المحافظات وان تكون بعيده وبمنأى عن قذائف العدو وكانت مدينة المنزلة هة انسب هذه المدن لذلك لما عرف عن اهلها من الكرم وسعه الصدر وقد استقبل اهل المنزلة اللاجئين او كما كان يطلق عليهم حين ذاك(المهاجرون)وقد عمل اغلب هؤلاء المهاجرون فى الاعمال والحرف التى تشتهر بها المنزلة مثل الزراعه وصناعه الادوات الخشبيه والاثاث والصيد وذلك سهل عليهم انخراطهم فى مجتمع المنزلة قبل ان تنتهى الحرب ويعود كل منهم الى الديار
أشهر أبنائها
المجاهد حسن طوبار
وكان شيخا بمدينة المنزلة وزعيما قاوم الغزو الفرنسي وانتصر علية فى عدة مواقع أهمها موقعة الجمالية وقد أقيم له متحف فى المنزلة يضم كثيرا من آثاره وصور كفاحه
فهو زعيم الصيادين القائد حسن طوبار اسم العائلة جاء من «طبرة» على بحيرة طبرية بالشام، فقد نزحت منها، ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة، فأقاموا بالمنزلة بجوار منزل الشيخ «أبو نصر شهاب الدين شريف» وكان من قضاة الإقليم، ثم تصاهروا مع هذا الشيخ وسكنوا إلى جواره، وبنوا بيتا عرف بالبيت الكبير قبل أن يبنى «شلبى طوبار» القصر المعروف باسمه، وقد اشترت العائلة بعض أملاك الأمير محمد الشوربجى الشهير بمحمد بن حسون، وكانت تُعرف المنزلة باسمه «منزلة حسون». «حسن طوبار» أحد أهم رموز العائلة، ومبعث شهرتها وفخرها، رغم أنه وفقا لكلام أفراد العائلة لم يأخذ حقه تاريخا ولا تكريما، فحسن طوبار كان زعيما لإقليم المنزلة، وواجه الفرنسيون متاعب كثيرة بسبب هذا الإقليم.. وقد ذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «تاريخ الحركة القومية وتطورات نظام الحكم» بعض مآثر البطل والمقاوم الشعبى «حسن طوبار»، وقال إن ريبو أحد جنرالات الحملة الفرنسية قال فى كتاب له يصف فيه سكان هذه الجهات: «إن مديرية المنصورة التى كانت مسرحا للاضطرابات تتصل ببحيرة المنزلة، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة) والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التى يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة ولهم جلد وصبر، وهم أشد بأسا وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم فى البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب (قدر أحد الجنرالات التابعين للحملة الفرنسية، عدد هذه المراكب فى ذلك العصر بالألف)، تجعل لهم السيادة فى البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيسا، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة». مراجع أخرى فقد كان حسن طوبار زعيماً على إقليم المنزلة بالدقهلية وشيخاً لها، وكان من أكثر الأقاليم التي واجه الفرنسيون فيها مقاومة شعبية عنيفة، وكان محور هذه المقاومة هو هذا الرجل. كتب المؤرخ الفرنسي ريبو في كتابه "تاريخ الحملة الفرنسية فى مصر" يصف سكان هذه الجهات بقوله "إن مديرية المنصورة التي كانت مسرحاً للاضطرابات، تتصل ببحيرة المنزلة، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة)، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة، ولهم جَلَدٌ وصبر، وهم أشد بأساً وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم في البحيرة خمسمئة أو ستمئة مركب، تجعل لهم السيادة في البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيساً، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة". وقد أورد هذا النص مؤرخ آخر هو عبد الرحمن الرافعي في كتابه "تاريخ الحركة القومية وتطورات نظام الحكم" كان طوبار واسع الثروة والنفوذ، محبوباً من سكان إقليمه من الصيادين، وكان في حالة من الرواج كفيلة بأن تقعده عن اتخاذ أي موقف يمكن أن يهدد ثروته، إذ كان يملك أسطول صيد قدرته بعض المصادر الفرنسية بنحو خمسة آلاف مركب، وعدداً لا بأس به من مصانع نسج القطن، والمتاجر، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ثروة طائلة لأغنى رجل في مصر، كما أشار الجنرال الفرنسي أندريوس في تقرير قدمه إلى المجمع العلمي، في حين قدم الجنرال لوجييه تقديراً لثروته بأنها في حدود خمسة ملايين فرنك وكان إلى جانب ذلك ينتسب إلى أسرة عريقة، تداول أفرادها مشيخة المنزلة مئات السنين، ولهم نفوذٌ قوي هناك.اسم العائلة جاء من "طبرة" على بحيرة طبرية بالشام، فقد نزحت منها، ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة، فأقاموا بالمنزلة بجوار منزل الشيخ أبو نصر شهاب الدين شريف وكان من قضاة الإقليم، ثم تصاهروا مع هذا الشيخ وسكنوا إلى جواره، وبنوا بيتاً عُرِفَ بالبيت الكبير قبل أن يبني شلبي طوبار القصر المعروف باسمه، وقد اشترت العائلة بعض أملاك الأمير محمد الشوربجي الشهير بمحمد بن حسون، وكانت تُعرف المنزلة باسمه "منزلة حسون" ويذكر الجنرال لوجييه أنهم في كل جميع الاتجاهات التي مروا بها من المنصورة إلى المنزلة لم يسمعوا من الأهالي إلا الثناء على طوبار. أما الجنرال أندريوس الذي تردد على المنزلة وقدم عنها تقريراً إلى المجمع العلمي بمصر، فهو يقول: "إن لسكان هذه الشواطئ أربعين رئيساً يتبعون الشيخ حسن طوبار الذي احتكر الصيد في البحر لقاء جُعل -أجر- للحكومة، وحسن طوبار من أكبر أغنياء القُطر المصري، وربما كان أغناهم، وهو من المنزلة، وفي أسرته مشيخة البلد يتوارثونها من أربعة أو خمسة أجيال وله سلطة واسعة تقوم على مكانته في النفوس وثروته وعصبيته، من ذوي قرباه وأتباعه، وعلى مؤازرة العرب الذين أعطاهم الأراضي ليزرعوها ويغدق على رؤسائهم بالهدايا والتحف" شرع حسن طوبار في مقاومة الفرنسيين منذ بداية الحملة تقريباً، فكان يذهب بنفسه إلى البلاد والقرى يحرّض أهلها على الحرب، ويطمئن على وسائل الدفاع لديهم، وجهز من ماله الخاص الأسطول البحري الذي حارب الفرنسيين في البحيرة، وأوشك على إخراجهم من دمياط وكان الفرنسيون يتطلعون إلى التخلص من هذا الزعيم ولكنهم لم يستطيعوا لمكانته عند قومه، فأرادوا أن يستميلوه إليهم، خصوصاً أن نابليون بونابرت أدرك أهمية وأبعاد المركز الجغرافي الذي يسيطر عليه الرجل، إذ إن تحكمه في الممرات المائية بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة كان كفيلاً بتسهيل مهمة السفن العثمانية في دخول مصر، في حالة اتفاق رجال السلطان العثماني مع طوبار وهكذا أرسل إليه الجنرال فيال -الذي عُيِنَ حاكماً على دمياط- سيفاً مذهباً ولم يشأ أن ينحيه عن منصبه، لكن حسن طوبار قابل ذلك بالسخرية الشديدة، إذ كان حسه الوطني أهم عنده من غواية الهدايا رفض طوبار لقاء الجنرال فيال، وقال إنه لا يريد أن يرى أحداً من الفرنسيين، كما امتنع عن قبول هدايا ثمينة أرسلها له نابليون في هذه الأثناء، كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده، ففي الوقت الذي أبلغ فيه رسول الجنرال داماس أنه لا يأبى دفع الضرائب العادية إذا ما ترك حراً كان يستعد للقتال، كما كان على اتصال بإبراهيم بك زعيم المماليك الذي كان مرابطاً بفلول جيشه في جنوب الشام، وقد كان على اتصال مستمر أيضاً بقواته المنظمة لمقاومة الفرنسيين
الشيخ نصر الدين طوبار
اشهر من ادى الابتهالات فى الاذاعه المصريه والوطن العربى بعد النقشبندي وربما صنفه البعض على انه الاول