يتيم الروح
يتيم الروح
يتيم الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
يتيم الروح

التميز باقسام خاصة للادب والشعر والاسرة والطفل ....... الخ
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» اين حبيبي
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالخميس 07 مارس 2024, 16:31 من طرف admin

» عيد ميلاد mona elhosany
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالإثنين 30 سبتمبر 2019, 21:16 من طرف admin

» هلا احبتي وهانحن هنا من جديد
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالسبت 11 فبراير 2017, 20:25 من طرف samia mohamed

» منسق لجنه الإعلام لقائمة في حب مصر للمحليات
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالإثنين 12 ديسمبر 2016, 23:42 من طرف admin

» العرب نيوز : السعودية تلغي «سابقة التأشيرة» وتطبق الرسوم على تكرار العمرة بنفس العام
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالخميس 01 ديسمبر 2016, 21:04 من طرف admin

» بيان عاجل من النواب لرئيس الوزراء بشأن نقص قصب السكر واتفاع أسعاره
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالخميس 01 ديسمبر 2016, 21:01 من طرف admin

» ارتفاع عدد ضحايا حادث إطلاق النار بجامعة اوهايو
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2016, 03:00 من طرف admin

» أكبر سفينة حاويات في العالم تعبر قناة السويس
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالإثنين 28 نوفمبر 2016, 19:40 من طرف admin

» صاعقة رعدية تقتل شخصين بالسعودية
بداية التدخل الانجليزي : Emptyالإثنين 28 نوفمبر 2016, 18:21 من طرف admin


 

 بداية التدخل الانجليزي :

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
مدير



عدد المساهمات : 678
تاريخ التسجيل : 07/09/2010
العمر : 58

بداية التدخل الانجليزي : Empty
مُساهمةموضوع: بداية التدخل الانجليزي :   بداية التدخل الانجليزي : Emptyالسبت 12 نوفمبر 2011, 19:42

بداية التدخل الانجليزي :
يمكننا أن نحدد أواخر سنة 1875 ، وأوائل سنة
1876 كبدايةٍ للتدخل الأوربي ، إذ حدث من مظاهره وقتئذ :

ـ شراء إنجلترا أسهم مصر في القناة بأربعة
ملايين جنيه ، فقد استغل اليهودي العالمي " دزرائيلي " ـ رئيس وزراء بريطانيا في
ذلك الوقت ـ سيطرة اليهود على شئون الخديوي إسماعيل وتغلغلهم في داخل الشئون
المالية والاقتصادية في البلاد , وعن طريقهم أقنع الخديوي إسماعيل بضرورة بيع حصته
في أسهم قناة السويس مقابل 4 ملايين جنيها استرلينيا ..

ـ ثم كان قدوم بعثة المستر " كيف " الإنجليزية
لفحص مالية مصر .

ـ ثم
توقف حكومة اسماعيل عن اداء أقساط ديونها، وما اعقب ذلك من إنشاء صندوق الدين في
مايو سنة 1876 0

هذا
التدخل كان من الأسباب الجوهرية التي حفزت النفوس إلي التبرم بنظام الحكم ، والتخلص
من مساوئه ، لأن سياسة الحكومة هي التي أفضت إلي تدخل الدول في شؤون مصر وامتهانها
كرامة البلاد واستقلالها .

الفرصة الافغانية
:

و هنا كانت
الفرصة الذهبية للافغاني لمهاجمة القصر الملكي ، والدعوة الى الثورة على القصر
وحلفائه الانجليز، و من ثم التمهيد للثورة العرابية التي أدت بالبلاد للوقوع في يد
المحتل الاجنبي

و ابتدأ
الافغاني هذا الاسلوب منذ عام 1876م ، بينما استخدم الافغاني من أجل ذلك تلاميذه من
نواب مجلس الشورى ، وعلى رأسهم عبد السلام بك المويلحي ( باشا ) ، الذي يعد من كبار
تلامذته .

كما استخدم
الافغاني لذلك الصحف السياسية التي كان يشرف عليها تلامذته مثل سليم نقاش واديب
اسحاق النصرانيين و عبدالله النديم صاحب جريدة "التبكيت و التنكيت"، بل حتى الصحف
الهزلية مثل يعقوب صنوع اليهودي ،و الذي اشتهر باسمه الهزلي "ابو نظارة "
.

يقول سليم بك العنجوري
أحد أدباء سورية و تلميذا الافغاني حين زار مصر ووصف مكانة السيد بقوله : " في خلال
سنة 1878 زاد مركزه خطراً وسما مقامه ، لأنه تدخل في السياسات وتولى رئاسة جمعية (
الماسون ) العربية وصار له أصدقاء وأولياء من أصحاب المناصب العالية ، مثل محمود
سامي البارودي الذي نفي اخيراً مع عرابي إلي جزيرة سيلان ، وعبد السلام بك المويلحي
النائب المصري في دار الندوة ، وأخيه إبراهيم ( المويلحي ) كاتب الضابطة ، وكثر
سواد الذين يخدمون افكاره ، ويعلون بين الناس مناره ، من أرباب الأقلام ، مثل الشيخ
محمد عبده ، وإبراهيم اللقاني ، وعلى بك مظهر ، والشاعر الزرقاني ، وأبي الوفاء
القوني في مصر ، وسليم النقاش ، وأديب اسحق ، وعبد الله النديم في
الإسكندرية".

الافغاني و توفيق باشا
(1879-1892م):

ـ
عمل جمال الدين الأفغاني من خلال علاقاته الماسونية باستمالة ولي العهد توفيق ، إذ
كان توفيق ماسونياً من النخبة ، إذ ترأس ـ فيما بعد ـ المحفل الماسوني ، و قام
الإنجليزـ بدورهم ـ بالاتصال بالسلطان العثماني الذي أصدر فرمانا بعزل اسماعيل باشا
في يونيو 1879 وتولية ابنه " توفيق " حكم مصر .

ـ فلما وُلِّي توفيق باشا ـ بعد ذلك ـ ظهرت
المحافل الماسونية الفرنسية والانجليزية والمصرية في جميع أنحاء مصر وانتقل النشاط
الماسوني إلى القاهرة ، بعد أن كانت المحافل الماسونية منحصرةً في الاسكندرية ، و
التي كانت مركز الماسونية في مصر حتى عام 1879.

ـ و حين تولى الخديوي توفيق ـ تلميذ الافغاني ـ
الحكم أحس بخطورة الأفغاني وما يبثه من أفكارـ أو هكذا قيل ـ ، فأصدر أمره بنفيه من
البلاد ، " أو هكذا كانت الحبكة الحوارية " لطريقة إخراج الافغاني من مصر ، ليستمر
في نشاطاته الماسونية ، من نسج للمؤامرات واسقاطٍ للأنظمة ، خارج الديار المصرية
.

لقد تولى "توفيق باشا"
بناءً على وساطة بريطانية ، في عهد التدخل البريطاني ، فهو بذلك تحت طائلة
الانجليز.

و لنا أن
نتساءل لماذا يقوم الانجليز باخراج رجلهم الاول و لاعبهم المفضل في المنطقة
؟؟؟

إلا إذا كان ذلك
خوفاً عليه من غوائل و نتائج الحركة العرابية ، في حين قد لاحت لهم في الأفق مهمات
أُخَر .

و من زاوية أخرى
: كانت المهمة الأصعب من الناحية التخطيطية و التجهيزية للمؤامرة قد انتهت ، و لم
تبقَ إلاَّ النواحي التنفيذية و العسكرية و كان الجيش الانجليزي في الميدان ، وسفنه
تمخر قناةالسويس جيئةً و ذهاباً .

لِيُقبََِض ـ حينذاك ـ على الأفغاني في ليلة الأحد سادس رمضان
سنة 1296 - 24 أغسطس سنة 1879 ، وهو ذاهب إلي بيته هو وخادمه الأمين ( أبو تراب ) ،
ليُحمَلَ في الصباح في عربة مقفلة إلي محطة السكة الحديدية ، ومنها نقل تحت
المراقبة الشديدة إلي السويس ، وانزل منها إلي باخرة اقلته إلى الهند ، وسارت به
إلي بومباي ، و إثر ذلك قامت الحكومة بنشر بلاغ رسمي من إدارة المطبوعات بتاريخ 8
رمضان سنة 1296 ( 26 أغسطس سنة 1879 م ) ذكرت فيه نفي السيد بعد أن نسبت إليه السعي
في الأرض بالفساد ، و أنه " رئيس جمعية سرية من الشبان ذوي الطيش مجتمعة على فساد
الدين والدنيا " ، وحذرت الناس من الاتصال بهذه الجمعية .

و بذلك تم نفيه خارج مصر ؛ و لكن بعد أن تمكن
تلامذته من البلاد من جميع الأصعدة ، وعلى كافة المستويات ، بل كان بعض تلامذته
أعضاء في مجلس الوزراء ، مثل تلميذه محمود سامي البارودي ناظرالأوقاف حينذاك و رئيس
الحكومة فيما بعد .


آلية الخطة المشتركة
:

كانت الخطة
الانجليزية الفرنسية الافغانية تقضي بافتعال ثورة وطنية فاشلة ضد حكم اسماعيل
الفاسد ، ليتم بعد ذلك احتلال بريطانيا لمصر بحجة حماية مصالحها و مواطنيها ،وهو
ماكان بالضبط من خلال ثورة عرابي الذي أوقعته السياسة الاوربية في حبائلها عن طريق
وكيلها المعتمد الدائم السيد جمال الدين الافغاني ، و الذي غادر الى الهند ، و ترك
مخطط "بيع مصر" في أيدٍ "غير أمينة " ليشرف على تنفيذه كل من الانجليز ، و تلميذه
الخديوي توفيق ، و باقي تلامذته من الماسون "الوطنين" و على رأسهم الماسوني العريق
الشيخ محمد عبده الذي كان يشرف على تلميذه "المخدوع" أحمد عرابي
.

الثورة العرابية
:

- كانت القشة التي
قصمت ظهر البعير و الشرارة و التي استوجبت الثورة العرابية هي مظالم عثمان رفقي
ناظر الجهادية ( وزير الحربية ) في عهد توفيق ضد الجنود والضباط المصريين مما دفع
بالضباط المصريين بقيادة عرابي للمطالبة برفع الظلم عنهم و إقالة رفقي ، فأرسلوا
رسالة إلى رياض باشا ناظر النظار ( رئيس الوزراء ) يطالبونه فيها بعزل عثمان رفقي (
وزير الحربية ) التركى المتغطرس ويطالبونه فيها بمساواة المصريين بأقرانهم من
الأتراك ووقع على الرسالة الزعيم احمد عرابى وعبد العال حلمى وعلى فهمى فتمَّ لهم
ذلك بعد مصاولات .

ـ
وفي يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881 م حاصر احمد عرابى مع ضباطه وجنوده قصر عابدين ليطالب
الخديوى توفيق بحقوق الأمة المصرية ومساواة المصريين بالأجانب وهو ما جعل الخديوى
يرد عليه بقوله :

"كل
هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي واجدادى وما انتم
إلا عبيد احساننا " في مسرحية ماسونية مكشوفة.

ـ يقول الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله في
رسالته القيِّمة : "كيف احتل الانجليز مصر "

( كان الإنجليز و الفرنسيون يرقبون الأحداث بغبطة وسرور!
وكانوا يوعزون من خلف الستار إلى عرابي أن : امض في طريق "الإصلاح"، ولا تخش أحدًا!
ومن ذلك ما ذكر محمد عبده في مذكراته عن الثورة العرابية –وهو أحد أقطابها- من أن
قنصل فرنسا ( أرسل إلى أحمد عرابي وإخوانه يقول لهم: إنه يسره ما يراه من صلابتهم
وعزيمتهم، واشتدادهم في المطالبة بالعدل، فعليهم أن يثبتوا في مطالبهم ولا يُضعفهم
ما يُهَددون به) ! (الأعمال الكاملة لمحمد عبده، 1/528، 531)
.

و( أرسل إلى عرابي
كتابًا يمدحه فيه على ثباته، ويشجعه على عدم المبالاة بالحكومة ). (مصر المجاهدة في
العصر الحديث، عبد الرحمن الرافعي، ص 34) .

أما إنجلترا فكانت تفعل الأمر نفسه بل أشد، من خلال جاسوسها
المدعو: " بلنت" الذي كان يجوس بلاد مصر يؤلب الناس على الحكم، ويراسل عرابي
ويستحثه على مواصلة الضغط على الحكومة لعلها تستجيب لمطالب "الإصلاح"! ، وهدفه
الحقيقي فصل مصر عن الدولة العثمانية تمهيدًا لاحتلالها .

يقول الدكتور محمد محمد حسين –رحمه الله- عن
"بلنت" هذا: (كان لا يفتر عن التنقل بين مضارب الأعراب في مصر.. يدعو المصريين إلى
الثورة، ويتكلم بعد وقوعها باسم عرابي، ويقدم له صورًا مضللة عن صفته الرسمية،
وقدرته السياسية، وقوة الجيوش الإنجليزية..). (الإسلام والحضارة الغربية، ص
66).

ويقول الأستاذ
مصطفى غزال عنه : ( كان من أشد الناس تفانياً في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر
بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل
كان أحيانًا يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب
عرابي، ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعًا من الدهاء والحنكة الإنجليزية).( دعوة
جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام، ص 123).

أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية
طالباً من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه ! مع ضغطه هو والإنجليز
على السلطان العثماني لإصدار منشور في عصيان عرابي ؛ لكي ينفض الناس عنه
.

- افتعل الإنجليز
مذبحة للنصارى في الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها عام (1882م) بدعوى حماية
رعاياهم !

قبل أن تتم
المصالحة بين عرابي والدولة العثمانية .

- تعاون المنافقون الخونة من أبناء مصر مع الإنجليز ، ومكنوا
لهم من احتلال البلاد بعرض من الدنيا قليل !

- لم يستجب عرابي للناصحين الذين حثوه على سد قناة السويس لكي
لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية ؛ منخدعاً –كما سيأتي- بتطمينات
المهندس الفرنسي صاحب امتياز القناة .

- قضي على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال
الإنجليزي ، الذي استمر أكثر من 70 عاماً !! (1882 – 1956م). رغم ادعاءاتهم
وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد !! انتهى عن
رسالة "كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي .

ـ و كان من المفاجآت خلال حصار القاهرة وقوف
البكباشي محمد عبيد صامدا برجاله الثلاثة آلاف مقاتل من المصريين ببنادقهم العتيقة
فى وجه جيش الإمبراطورية الإنجليزية التى لا تغرب عنها الشمس بكل أسلحته ومدافعه
ليستشهدوا جميعاً في ساحة المعركة .

- يقول الشيخ الخراشي حفظه الله:
( بعد أن تمكن الإنجليز من البلاد المصرية عاثوا
فيها فساداً في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، مستعينين في ذلك
كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس) ؛ وعلى رأسهم الشيخ محمد عبده الذي
كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب
الاحتلال .

- استمر
الخديوي توفيق في الحكم ، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل
ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق
ابن فؤاد (1936-1952م) . وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنما كانوا
واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز) انتهى عن رسالة
"كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي .


في الهند ـ مرةً أخرى ـ :

ارتحل الافغاني
الى الهند "مركز الاستعمار الانكليزي في الشرق" و سكن "حيدر آباد" الدكن ، حيث
استضافته الحكومة البريطانية في الهند الى حين انتهاء أمر الثورة
العرابية.

، و بما أن
الأفغاني كان حيثما يحل يؤسس الجمعيات السرية وينشرها، فقد أنشأ أثناء إقامته في
الهند جمعية "العروة الوثقى" الماسونية السرية التي امتد نشاطها إلى الشام ومصر
والسودان وتونس ومن خلال هذه الجمعيات السرية بث الأفغاني روح الثورة على المجتمعات
الإسلامية بدعوى إصلاحها من الفساد.

وأخبار تلك الجمعية السرية موجودة عند أخلص تلاميذ الأفغاني
وهو الشيخ محمد عبده الذي نشر له الباحث الجاد المرحوم علي شلش في سلسلة الأعمال
المجهولة نصاً يقول فيه الشيخ محمد عبده ـ معترفاً ـ بجمعية (حيدر أباد) في رسالة
له إلى استاذه جمال الدين الأفغاني، تحمل تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون
الأول) 1884 ميلادية، كتبها من تونس:

«استطعت أن ألتقي هنا العلماء ورجال الدين، وقد عرَّفتهم بنا،
وقلت لهم: إن العروة ليست اسم الصحيفة، وإنما اسم جمعية أسسها السيد في حيدر أباد
ولها فروع في كثير من الأقطار لا يدري أحدها عن الآخر شيئاً، ولا يعرف هذه الفروع
إلا الرئيس وحده، كما قلت لهم إننا نرغب اليوم بتأسيس فرع جديد في هذا البلد».
"سلسلة الأعمال المجهولة" علي شلش .

و في الهند كتب الافغاني رسالته في "الرد على الدهريين" مع
أنه كما يذكر أساطين اهل العلم في عصره كان من كبار الذاهبين الى الدهرية و الالحاد
.

في لندن (المرة
الأولى) :

ـ بعد أن ثبت
اخفاق الثورة العرابية ، واحتلال الإنجليز مصر ،و نظراً لنجاح الافغاني في التمهيد
للاحتلال الانكليزي لمصر فقد رأت الحكومة البريطانية استدعاء الافغاني لوضع خطة
كبرى للقضاء على الخلافة العثمانية ، فغادر الافغاني الهند الى لندن ، حيث أقام بها
أياماً معدودات ، كما قامت بريطانيا أيضاً باستدعاء مهندس الثورة العرابية في مصر
الجاسوس الشهير المستر بلنت ، و الذي كان مقيماً في مصر و مشرفاً على تنظيم الثورة
العرابية بالتنسيق مع محمد عبده تلميذ الافغاني .

و في لندن عقد الافغاني سلسلة اجتماعات مع
الجاسوس الانكليزي الشهير بلنت في وزارة الخارجية الانكليزية و تمخضت تلك
الاجتماعات عن خطة مرسومة بكل دقة للقضاء على الخلافة العثمانية عن طريق استثارة
الشعوب رالعربية بإذكاء النعرة القومية لديهم ضد "الحكم التركي"، إلاَّ أن
المخابرات العثمانية استطاعت الحصول على اخبار تلك الخطة ، فقد ذكر السلطان
عبدالحميد في مذكراته ما نصُّه :

(وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنكليزية مهرج
اسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء الخلافة عن
الاتراك. واقترحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين)
.انظر: مذكرات السلطان عبدالحميد، ص 148.

في باريس :
ثم انتقل الافغاني إلي باريس، فأقام بها ثلاثة اعوام منذ عام
1883- الى 1885م ، وكان الافغاني ـ قبل مغادرته مصر ـ قد أوكل مهمة الاشراف على
الثورة العرابية إلى تلميذه الأكبر الشيخ محمد عبده ، و الذي أتمها على حسب المخطط
، و من ثمَّ ـ و عقب إخماد الثورة ـ "نفاه" الاستعمار الانكليزي الى بيروت ،
ليستدعيَه الافغاني الى باريس ، فوافاه الشيخ محمد عبده هنالك
.

وهناك واصلا عملهما
السري من خلال جمعيتهما (العروة الوثقى )التي أنشأها الافغاني في الهند قبل ذلك ، و
من ثَمَّ أصدر جريدة (العروة الوثقى ) عام 1300هـ 1884م، و التي شاركهما في الاشراف
عليها تلميذه الميرزا محمد الباقر ، و الذي كان من من كبار الماسون ، وقد سميت
الجريدة باسم الجمعية التي أنشأتها ، و التي تقوم بإصدارها
.

في روسيا القيصرية
:

ـ ثم أقام أربع سنوات
في روسيا القيصرية منذ 1886 الى 1889م و ما تزال أخبار إقامته فيها غامضة ، و لا
ريب أن روسيا القيصرية آنذاك كانت تستعد للوثوب على التركة العثمانية ، و تحتاج
لرجل في مثل قدرات و معرفة جمال الدين بالأوضاع السياسية في العالم الاسلامي ، لا
سيما إذا علمنا أن الافغاني كان يصرح ـ من خلال جريدته العروة الوثقى ، و غيرها ـ
بأن للروس مصالح حيوية وإستراتيجية في الهند، تدفعهم لاحتلالها. وأنه ليس لديه أي
اعتراض على هذا الاحتلال إذا حدث، بل ينصح الروس باتباع أسلم السبل وأسهلها
لتنفيذه، وذلك بأن يستعينوا بدولة فارس، وبلاد الأفغان ، لفتح أبواب الهند، شريطة
أن تسهمهما في الغنيمة وتشركهما في المنفعة.

ـ ثم كان جمال الدين بعد خروجه من روسيا عام 1889و إلى عام
1892 يتنقل بين المدن التالية : ميونخ وطهران والبصره ولندن
.

في إيران
:

ـ في ميونيخ جرى لقاء
بين الشاه ناصر الدين شاه إيران و جمال الدين ، حيث عرض الأول على الثاني منصب رئيس
الوزراء ، فوافق جمال الدين وغادر أوروبا قاصداً طهران سنة 1307هـ (1885 ـ1886 م) ،
و استلم مهامه ، لكن سرعان ما احتدم الصراع بينه و بين الشاه ، فاستأذن بالسفر وخرج
.

الا أن الشاه طلبه مرة
أخرى فعاد عام 1889م، و لكن في هذه المرة تأكدت مخاوف الشاه تجاه الافغاني ، حيث
اتضح للشاه أن الافغاني كان يعمل لمصلحة الانجليز الذين كانت لهم اطماع في ذلك
الوقت في ايران ، ولعلَّه ـ حينذاك ـ تبينت له نحلة الافغاني ـ كما سيأتي ـ ، مما
اضطر جمال الدين إلى الالتجاء إلى ( مقام عبد العظيم ) - و هو من أحفاد الأئمة ، ـ
و مقامه حرم لدى الرافضة : يرون أنَّ من دخله كان آمناً !!! – فمكث هنالك سبعة أشهر
.. ثم بعدها اقتحمت السلطات هذا المقام و تم القبض على جمال الدين و أخرج من إيران
إلى العراق سنة 1309هـ 1891م.

في لندن (المرة الثانية) :
مكث جمال الدين بالبصرة ريثما عادت إليه صحته ،
ثم شخص إلى لندن، فتلقاه الإنجليز بالإكرام، فأنشأ مجلة للتأليب على ناصر شاه سماها
(ضياء الخافقين) ، وحمل على الشاه وسياسته ، ودعا الأمة الفارسية إلى خلعه ، بل و
خطط لاغتياله ، حتى استطاع أن يقنع رجلاً إيرانيًا مطرودًا مثله من إيران هو "ميرزا
رضا الكوماني"، و الذي تقبل فكرة اغتيال ناصر الدين وبالفعل اغتال ميرزا "ناصر
الدين" سنة 1314 هـ 1896 م ، في الضريح المقدس عند الشيعة ، في نفس المكان الذي طرد
ناصر الدين منه الأفغاني ،و كان يصيح وهو يطلق النار عليه ( خذها من يد جمال الدين
) .. ، ليتولى بعده ابنه مظفر الدين شاه ( 1313هجرية قمرية – 1896 ميلادية
).

في تركيا مرةً أخرى
:

في المرة الثانية التي
دخل فيها جمال الدين تركيا دخل بمشروع سياسي أجاب به دعوة السلطان عبدالحميد الى
الجامعة الاسلامية ، وقدَّمَ ـ بصفته سنِّياًّ ـ مشروعات ترمي الى توحيد أهل السنة
مع الشيعة . انظر: السلطان عبدالحميد الثاني، ص181.

لاعباً حينذاك بورقة طرده من مصر على يد
الاحتلال الانجليزي التي تُظهِر ـ فيما قدَّر ـ صحة "ولائه للدولة العثمانية" ،
والتي يعلم أنها محل نظر لدى الدولة العليَّة .

إلاَّ أن السلطان عبدالحميد الثاني لم يكنْ ممن
ينخدع بتلك السهولة ، فلم يكن الأفغاني آنذاك محل ثقة السلطان عبدالحميد ، لعدة
أسباب :

1ـ فقد كان
السلطان يعلم بتشيع الافغاني ، يقول ميرزا لطف الله خان ابن اخت جمال الدين
:

( وكان كشف حقيقة جمال
الدين أمام السلطان عبد الحميد ضربة قاضية وجَّهها مظفر الدين شاه إلى جمال الدين
بوثيقة سلمها علاء الملك سفير إيران في تركيا إلى الحكومة التركية تثبت بالأدلة
القاطعة أن جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني ، ويتّخذ المذهب السني
ستاراً يحتمي به ) « جمال الدين الأسد آبادي » ( ص 34) .

2. أن الأفغاني الذي يطرح قضية "وحدة المسلمين "
كان من اكبر المؤيدين في نفس الوقت للثوار ضد السلطان عبدالحميد ، من القوميين
الأتراك والعثمانيين عامة.

3. أن الأفغاني لم يكن صادقاً في عرضه لوحدة الشعوب الإسلامية
في مواجهة الدول الأوروبية الرامية الى تقسيم الدولة العثمانية العاملة على
انهيارها ، فالسلطان يعلم عنه أنه في نفس الوقت لم يكن يتعرض للاستعمار الفرنسي من
قريب أو بعيد ، ولو بكلمة تنديد. في وقت كان فيه السلطان عبدالحميد يحتاج الى
مقاومة الفرنسيين في شمال أفريقيا . انظر: السلطان عبدالحميد الثاني، ص
182.

4ـ حصول المخابرات
العثمانية، على خطة أعدت في وزارة الخارجية الانكليزية، واشترك فيها جمال الدين
الأفغاني وبلنت الانكليزي وتقضي هذه الخطة بإقصاء الخلافة عن السلطان عبدالحميد وعن
العثمانيين عموماً، في الوقت الذي كان فيه جمال الدين يندِّد بالاستعمار الإنكليزي
. فقد ذكر السلطان عبدالحميد في مذكراته ما نصُّه :

(وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية
الإنكليزية مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء
الخلافة عن الاتراك. واقترحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على
المسلمين.

كنت أعرف جمال
الدين الأفغاني عن قرب. كان في مصر، وكان رجلاً خطيراً. اقترح عليّ ذات مرة -وهو
يدّعي المهدية- أن يثير جميع مسلمي آسيا الوسطى. وكنت أعرف أنه غير قادر على هذا.
وكان رجل الانكليز ، ومن المحتمل جداً أن يكون الانكليز قد أعدوا هذا الرجل
لاختباري فرفضت فوراً ، فاتحد مع بلنت.

استدعيته الى استانبول عن طريق أبي الهدى الصيادي الحلبي ،
الذي كان يلقي الاحترام في كل البلاد العربية.

قام بالتوسط في هذا كل من منيف باشا، حامي
الأفغان القديم ، والأديب الشاعر عبدالحق حامد. جاء جمال الدين الأفغاني الى
استانبول، ولم أسمح له مرة أخرى بالخروج منها...) انظر: مذكرات السلطان عبدالحميد،
ص 148.

5 ـ موقف السيد
جمال الدين الأفغاني من مبدأ التوسع الروسي كان غريباً على مفهوم الجامعة الاسلامية
الذي يدعو اليه ، فبالرغم من الأطماع الروسية والحروب الروسية ، ضد الدولة
العثمانية واقتطاع الروس لأجزاء من الأراضي العثمانية، فقد كان الافغاني يصرح من
خلال جريدنه أن للروس مصالح حيوية وإستراتيجية في الهند، تدفعهم لاحتلالها. وأنه
ليس لدى الافغاني اعتراض على هذا الاحتلال إذا حدث، بل ينصح الروس باتباع أسلم
السبل وأسهلها لتنفيذه، وذلك بأن يستعينوا بدولة فارس، وبلاد الأفغان ، لفتح أبواب
الهند، شريطة أن تسهمهما في الغنيمة وتشركهما في المنفعة ، وهنا ـ مع ما مرَّ بنا
من صيغة مشروعه ـ تظهر النزعة الشيعية لجمال الدين الأسدآبادي
.

ـ إلاَّ أن السلطان
عبدالحميد ـ المعروف بشدة دهائه ـ استطاع الإفادة من الأفغاني في الدعاية الى
الجامعة الاسلامية بما يخدم مصالح دولة الخلافة الاسلامية .

يقول جمال الدين الأفغاني واصفاً شدة دهاء
السلطان عبدالحميد: (إن السلطان عبدالحميد لو وزن مع أربعة من نوابغ رجال العصر
لرجحهم ذكاء ودهاء وسياسة، خصوصاً في تسخير جليسه، ولا عجب إذا رأيناه يذلل لك
مايقام لملكه من الصعاب من دول الغرب، ويخرج المناوئ له من حضرته راضياً عنه وعن
سيرته وسيره، مقتنعاً بحجته سواء من ذلك الملك والأمير والوزير والسفير...) جمال
الدين الأفغاني المصلح المفترى عليه، د. محسن عبدالحميد،
ص137.

ـ ويقول : (ورأيته
يعلم دقائق الأمور السياسية ومرامي الدول الغربية وهو معد لكل هوة تطرأ على الملك،
مخرجاً وسلماً، وأعظم ماأدهشني ، ماأعده من خفي الوسائل وأمضى العوامل ، كي لاتتفق
أوروبا على عمل خطير في الممالك العثمانية، ويريها عياناً محسوساً أن تجزئة السلطنة
العثمانية لا يمكن إلا بخراب يعم الممالك الأوروبية بأسرها) جمال الدين الأفغاني
المصلح المفترى عليه، د. محسن عبدالحميد، ص137.

ويقول: (أما مارأيته من يقظة السلطان ورشده
وحذره وإعداده العدة اللازمة لإبطال مكائد أوروبا وحسن نواياه واستعداده للنهوض
بالدولة الذي فيه نهضة المسلمين عموماً، فقد دفعني الى مد يدي له فبايعته بالخلافة
والملك، عالماً علم اليقين ، أن الممالك الاسلامية في الشرق لاتسلم من شراك أوروبا،
ولا من السعي وراء اضعافها وتجزئتها ، وفي الأخير ازدرائها واحدة بعد أخرى، إلا
بيقظة وانتباه عمومي وانضواء تحت راية الخليفة الأعظم...) نفس المرجع
ص137.


نهاية الأفغاني "مرضه ووفاته":

خلال مكوث الافغاني في الآستانة ظهر مرض السرطان
في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية لكنها لم تنجح ، وقد قال طبيبه الخاص أن
شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي ، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان
من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه :

الملحُ والشاي والدخانُ *** أودت بروحِ شيخنا
الأفغاني

فتوفي عام 1897
م .

الأفغاني كان شيعياً
:

نسبه الصحيح
:

هو جمال الدين هو جمال
الدين بن صفدر المازندراني الشيعي الرافضي المولود بأسد آباد من مازندران في همدان
ببلاد ايران عام 1254هـ 1838م ،الذي اشتهر بين الناس بالأفغاني
.

وقد اختلف المترجمون
في نسبه لأنه كان يظهر في كل أرض باسم جديد وشخصية مختلفة ،

ومن هذه الأسماء:
جمال الدين الإستانبولي
..

جمال الدين الأسد
آبادي ..

جمال الدين
الحسيني ..

جمال الدين
الافغاني الكابلي ..

جمال الدين الطوسي ..
جمال الدين الرومي ..
قال علي الوردي في كتابه « لمحات اجتماعية في تاريخ العراق
الحديث » (3/313) : « وقد اعتاد الأفغاني أن يغيّر لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر
، فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقِّب نفسه بـ( الأفغاني ) بينما هو في إيران يلقِّب
نفسه بـ(الحسيني) .

وكان الأفغاني يغير زيّه ولباس رأسه مثلما كان يغيّر لقبه ،
فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة ، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر
لبس العمامة البيضاء فوق طربوش ، أما في الحجاز فقد لبس العقال والكوفية ».

نشأته الشيعية
:

لا ريب في كون جمال
الدين شيعيا رافضياً ، لعدة اثباتات و اعترافات تصل بمجموعها الى حد العلم اليقيني
الاضطراري بتشيعه .

فمن
ذلك :

1 ـ ما ذكره
مريده و أخص تلاميذه بل صاحبُ سِرِّه الشيخ محمد عبدة في فاتحة تعريبه لرسالة الرد
على الدهريين : إن السيد جمال الدين و إن كان في الحقيقة فارسياً ، فقد انتسب إلى
الأفغان لأمرين :-

أ -
أن يكون من السهل عليه الظهور بمظهر السني لا الشيعي .

ب - أن يستطيع الخلاص من رقابة الحكومة
الإيرانية لرعاياها في الخارج .

2 - كما صدر في برلين عام 1926م كتاب بالفارسية في سيرة
الأفغاني بقلم الميرزا لطف الله خان ، ويدعي المؤلف أنه ابن أخت الأفغاني ، وأنه
اجتمع به في طهران عند ذهاب الأفغاني إليها عام 1886م ، و يحتوي الكتاب على صور
فوتوغرافية واضحة تجمع الأفغاني و الميرزا لطف الله خان مع زمرة من رجال الدين
الإيرانيين ، و قد ترجم الكتاب إلى العربية في مصر عام 1957م ، و لم يظهر أحد من
أقارب جمال الدين حتى الآن ليكذب المؤلف أو يتحداه على وجه من الوجوه ـ لا سيما مع
اشتهار الكتاب ؟؟


يقول عبد المهدي فلاح الأصفهاني معلقاً على رسالة وجهها إليه جمال الدين ، وأمره
بنشرها بعد موته ، فيقول : إن مشاهير الأحرار الإيرانيين اضطروا في عهد الشاه ناصر
الدين و عماله إلى هجر وطنهم و الالتجاء إلى البلاد الشرقية الإسلامية هرباً من
الظلم ، فلقب بعضهم – كالسيد جمال الدين – بالأفغاني ، و هو في الحقيقة إيراني صميم
.

4 – عندما اشتد العداء
أخيراً بين الشاه و الأفغاني ، أخذ أعوان الشاه يشوهون سمعة الأفغاني ، فأشاعوا عنه
أنه بابي ، و أنه غير مختون ، و لكنهم لم يشيعوا عنه أنه سني أو أفغاني ، و كان من
السهل عليهم أن يفعلوا ذلك لو كان الأفغاني أفغانياً "حقاًّ ".

5 ـ عندما نفِيَ
الأفغاني من مصر لم يأت لتوديعه في السويس سوى القنصل الإيراني ، و نفر من التجار
الإيرانيين الساكنين في مصر .. فما هو السبب الذي جعل أولئك الإيرانيين يفعلون ذلك
، إن لم تكن لهم مع الأفغاني رابطة خاصة .

6ـ اختيار الشاه ناصر الدين للأفغاني ليكزن رئيساً لوزراء
دولته ، و بالطبع فإنه لا يمكن أن يقع اختيار قادة ايران على عالم من علماء السنة
من بلاد الأفغان ليكون الرجل الثاني أو الثالث في البلاط ، و عندما وقعت الخلافات
بينه و بين الشاه لم يقل أحد من رجال البلاط أو من علماء الشيعة أن الأفغاني سني أو
عميل من عملاء الخليفة العثماني لاسيما و هم يعرفون إقامته في بلاد اهل السنة ، و
لكن كان كل ما قيل عنه أنه : بابي مفسد.

7ـ كما ترجم له الشيعة في كتبهم ، مثل آغابزرك الطهراني في
كتابه "أعلام طبقات الشيعة" ومحسن الأمين في كتابه : "جمال الدين الأفغاني" ،
وغيرهم .

8 ـ و حين أصدر
جريدة (العروة الوثقى ) عام 1300هـ 1884م،

شاركه في الاشراف عليهاـ عدا محمد عبده ـ تلميذه الميرزا محمد
الباقر الشيعي الماسوني ، وكان في كل تنقلاته يستصحب معه خادمه الايراني الشيعي
أبوتراب ..

هذه بعض
الأدلة التي تؤكد أن جمال الدين إيراني و ليس أفغانياً ، و أنه شيعي رافضي كما ذكر
ذلك كبار تلامذته كمحمد عبده مثلاً ، هذا عدا ما تدلُّ عليه

مراحل نشأته التي سنسوقها
:

مولده :ولد عام ( 1254هـ/1838م ) في أسد آباد في همدان – من
أعمال إيران – ، من أسرة شيعية ،ثم انتقل إلى قزوين و هي من مدن الشيعة في إيران
فأكمل دراسة المذهب ، حيث عُيِّن والده مدرسا في احدى تلك المدارس
.

في طهران :وحين بلغ
الثانية عشر من عمره ، و نظرا لألمعية و حدة ذكاء جمال الدين ـ إذ كانت مخايل
الذكاء ، وقوة الفطرة ، وتوقد القريحة تبدو عليه منذ صباه ـ فقد رأى والده أن ينتقل
به إلى طهران ليجالس كبار علمائها و يأخذ عنهم المذهب ، إلاَّ أن الملالي هنالك
نصحوا الفتى ووالده أن يولُّوا وجوههم للنجف قبلة علماء المذهب الشيعي
.

في النجف :رحل جمال
الدين الى النجف مع والده فمكث فيه أربع سنوات ، درس فيها علوم الرافضة والفلسفة
والمنطق و الرياضة و علم النجوم والطب و الكيمياء ، وأنهى دراسته و عمره لا يتجاوز
( 16 ) سنة .

و من أشهر
أساتذته هنالك :

1ـ آقا
خان صادق مرتضى ، أحد مراجع الشيعة في النجف .

2ـ ميرزا محمد المجتهد .
3ـ الحافظ دراز .
4ـ و حبيب الله القندهاري .
5ـ القاضي بشر النجفي .
و هؤلاء جميعهم من مراجع الشيعة الكبار وآياتهم
المعروفين في تلك الفترة.

وقد اعترف جمال الدين أيضاً بأنه انتقل إلى العراق ليتابع
دراسته في العتبات المقدسة – أي في النجف – والتي يؤمها طلاب العلم الشيعة من جميع
بلدان العالم .و يتحدث جمال الدين عن هذه المرحلة بأنه لبس العباءة والعمامة ، و
تتلمذ على يد أكبر علماء الشيعة فيها . و هنالك توسَّم فيه ملالي الشيعة في جمال
الدين حدة الذكاء و شدة الفطنة و قوة الشخصية، فأُعِدَ هنالك من فبل الاستعمار و
ملالي الشيعة ليلعب دوراً خطيراً بين أهل السنة في العالم الإسلامي
.

لماذا أخفى نسبه ؟!

كانت إيران وكراً من
أوكار التآمر ضد الخلافة الإسلامية ، و كان قادتها – ولا يزالون – يستعينون بأعداء
الإسلام من أجل تفتيت وحدة المسلمين .

و كان المسلمون السنة يرتابون من نوايا و أهداف كل عالم شيعي
إيراني ، ولا يثقون به .. و كان لجمال الدين من الخبث و الدهاء بحيث لا تخفى عليه
مثل هذه الأمور ، و طالما أعد نفسه ، أو أعده أعداء الإسلام ليلعب دوراً مشبوهاً في
تاريخ أمتنا الحديث – كما لعب ابن سبأ نفس الدور في صدر الإسلام - ، إذاً لا بد أن
يقدم نفسه على أنه عالم من علماء الأفغان ، و أنه حنفي المذهب ، كما لا ننسى سعي
الدولة الصفوية الرافضية في سبيل تقويض الخلافة الاسلامية
.



المفاجــــأة :

بل كان جمال الدين بابياً
؟؟؟:



في
النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ، ظهرت في آخر أيام محمد شاه ـ في بلاد
فارس ـ حركة دينية شيعية اسمها (البابية ) ، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى
بهاالشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي) .

و توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه
الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 عاماً حينذاك ، و الذي اضطلع بمهمة القضاء على
تلك النحلة الجديدة .


ماهي البابية
:


البابية
حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه‍/1844م تحت رعاية الاستعمار الروسي
واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة
المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية"،

.وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو ( الشيخية ) بعد
وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة ، بأنه يشكل بابا الى
(الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب
أولا ! .

ثم تطورت
الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله
عليه وسلم .

وتنكر هذه
الفرقة الكثير من ضروريات الدين كالمعاد ، ممَّاأدَّى بها أن تُحل كثيراً من
المحرمات ـى إن لم يكن كلها ـ كالربا و الزنا و شرب الخمر .

و قد خرجت البابية ؟ـ كما تأكد ذلك فيما بعد في
نسختها البهائية ـ بتقرير ما أسمته بوحدة المنبع لجميع الديانات العظمى الموجودة في
العالم، كما يعترفون بالزردشتية والهندوسية واليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام
مما يجرهم الى الإيمان بفكرة وحدة الأديان .


من هو الباب
:


هو الميرزا
علي محمد رضا الشيرازي 1235ـ1266هـ (1819 ـ 1850 م)، تلقى تعليمه الأولي و هو في
السادسة من عمره على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة.

ـ وفي السابعة عشر من
عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب
الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة.

ـ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية
في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه
الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي
في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى
الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في
تمزيق وحدة المسلمين.

ـ
في ليلة الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه‍ ـ 23 مارس 1844م أعلن الميرزا أنه الباب
نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه‍، وأنه
رسول كموسى وعيسى ومحمد ـ عليهم السلام ـ بل وعياذاً بالله ـ أفضل منهم شأناً.

ـ فآمن به تلاميذ
الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي ،
و كان للظلم والقهر اللذين كانا يهيمنان على المجتمع الايراني في عصر الحكم الكسروي
بزعامة الشاه دور كبير على تقبل الناس هذا الدين الجديد الذي بشرهم بالانقاذ
والخلاص.

ـ كما ساعد على
نشوئها غلبة الجهل والسذاجة وغياب الوعي وكثرة الخرافات ، ـ لا سيما في ذلك المجتمع
المشبَع بالخرافة ـ حيث لاقت البابية ترحيبا بين البسطاء والسذج، وكذلك دعم الدول
الاستعمارية لها خصوصا روسية القيصرية و بريطانيا .


البهاء:

ـ في سنة 1844 م دخل الميرزا حسين علي النوري في دعوة الباب
فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي
وصار من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت
قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الاولى من إيمانه
بدعوة الباب.


قرة العين :

ـ كما اتبعته و ساندته قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت
في قزوين سنة 1231 ه‍ أو 1233 ه‍ أو 1235 ه‍ للملا محمد صالح القزويني أحد علماء

الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي
وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم .


اتصالها بالباب
:


ثم رافقت
الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت
خطيبة مؤثرة، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها كانت جميلة جذابة، إلا أنها كانت
فاجرة ، فطلقها زوجها وتبرأ من أولادها. و كانت تلقب بـ زرين تاج ، أي "صاحبة الشعر
الذهبي " بالفارسية.

ـ
في سنة (1261 هـ)، (1848 م) اجتمع قادة البابية في مدينة (رشت) الايرانية ،فقرروا
فيه نسخ الشريعة المحمدية بشريعة الباب الميرزا

علي محمد الشيرازي، وقامت (زرين تاج) الملقبة بـ
(قرة العين) أحد الرموز الفاعلة في هذه الفرقة متبرجة فخطبت خطبة في ذلك المؤتمر
كانت سببا في تقاطر الناس على هذا المذهب الجديد، ومما جاء في خطبتها
:

"مزقوا هذا الحجاب
الحاضر بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالاعمال، وتقاسموهن في الافعال واصلوهن بعد
السلوة واخرجوهن من الخلوة الى الجلوة، فماهن الا زهرة الحياة الدنيا، وان الزهرة
لابد من قطفها وشمّها لانها خلقت للشم، ولاينبغي ان يعد ولا يحد شاموها بالكيف
والكم فالزهرة تجنى وتقطف، وللاحباب تهدى وتتحف ".

ـ و اعتقل الباب فاجتمعت قرة العين مع زعماء
البابية في رجب 1264 ه‍ في مؤتمر بيدشت

، ولعب الميرزا حسين علي النوري دورا رئيسيا في مؤتمر بدشت
الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الاعلان عن استقلال
الشريعة البابية عن الاسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين
علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب "بهاء الله".

وكانت قرة العين هي خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في
مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب، حينما أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية، و أفرج عن
الباب فهدأت ثائرة البابيين .

ـ و شيد الميرزا حسين علي حصنا منيعا في جبال مازندران
الايرانية وغاباتها واجتمع حوله خلق كثير من اجل نصرة هذا الدين الجديد، فهال هذا
الحال حكومة الشاه فأرسلت بعثة عسكرية لقتالهم ففشلت في دحرهم وعادت تجر اذيال
الخيبة والهزيمة.

ـ و في
عام 1266 ه‍ ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً
وجسمانياً.

نكبة البابية
:

كررت الحكومة هجماتها
المتلاحقة وعززت قواتها بالمدافع والمدمرات من كل نوع فقاومها البابيون مقاومة
عنيفة مدة اربعة اشهر حتى فني رجالهم ونفدت ذخائرهم فدخل جنود الشاه الى حصنهم
فاسروا (214) شخصا من البابيين بين رجال و نساء واطفال ثم فتك فيهم الجنود فتكا
مروعا فبقروا بطونهم وسلوا السنتهم ومثلوا بهم اقبح تمثيل.

ـ و اقتيد من تبقى منهم الى طهران حيث رأى الناس
اسرابا من الرجال والنساء والاطفال من البابية مقودين بالحبال، فكان هناك مشهد مرعب
في سوق طهران حيث أجس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yatemelroh.ahlamontada.com
 
بداية التدخل الانجليزي :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
يتيم الروح :: الأدب والشعر :: عبر العصور-
انتقل الى: