الإسكندر..عاشق عروس المتوسط
هو الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني قائد عسكري فذ، وملك مقدونيا ويعد من أكبر القادة العسكريين في العالم، قام بقيادة جيوشه لفتح معظم دول العالم وفرض النفوذ اليوناني عليها، وتعد من العلامات المميزة التي تركها للمصريين مدينة "الإسكندرية" عروس البحر الأبيض المتوسط التي قام بتأسيسها وتجميلها وجعل منها عاصمة لحكمه في مصر.
ولد الإسكندر في بيللا العاصمة المقدونية القديمة في عام 356 ق.م، وهو ابن الملك " فيليب " ملك بلاد مقدونيا والتي تقع في شمال بلاد اليونان بقارة أوروبا، ووالدته هي الملكة "أوليمباس"، تتلمذ الإسكندر على يد الفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو، وكان يعرف عن الإسكندر ذكاؤه الحاد وشجاعته ومهارته في العديد من الألعاب الرياضية، وإعجابه الكبير بالبطولات الإغريقية والفتوحات التي كان يقوم بها الإغريق في البلاد المختلفة.
الإسكندر حاكماً
تولى الإسكندر الحكم في عام 336 ق.م، وذلك بعد وفاة والده وكان حينها لم يتجاوز العشرين من عمره مما أثار العديد من حكام الولايات الإغريقية ضده، ولكنه تمكن من إخماد ثوراتهم هذه بقوة ومهارة، وتمكن من حكم البلاد بقوة، وعمل علي إخضاع الشعوب البربرية في شمال مقدونيا وبسط نفوذه علي بلاد اليونان.
وفي عام 335 ق.م قام الإسكندر بحملة واسعة لغزو بلاد الفرس، وتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات، فاخضع العديد من الممالك تحت سيطرته وفرض عليها سلطته، كما قام بالاستيلاء على صور في عام 332 ق.م بعد أن قام بحصارها لعدد من الشهور، وبعد أن أحتل أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى وسوريا أتجه نحو مصر.
في مصر
كان فتح الإسكندر الأكبر لمصر في عام 332 ق.م، هو الأمر الذي استقبله المصريين بالترحاب والتأييد أملاً منهم أنه سوف يخلصهم من الحكم الفارسي الظالم الذي تعرضوا له، وبالفعل قضى الإسكندر على الفرس وقام بحكم مصر، وكان مما فعله عندما قدم إليها أن اتجه لزيارة معبد آمون في واحة سيوة كنوع من الإرضاء للمصريين، وقام كهنة المعبد بمنحه لقب " ابن آمون"، مما جعله يحتل مكانة متميزة عند المصريين.
وأثناء توجه الإسكندر إلى معبد أمون في واحة سيوة مر بقرية صغيرة للصيادين والتي كان يطلق عليها، اسم راقودة ، فنال هذا المكان إعجابه وقرر أن ينشئ فيه مدينة عظيمة تحمل اسمه وبالفعل عهد إلى المهندس " دينوقراطيس" بهذه المهمة فقام بإنشائها على طراز المدن اليونانية والتى تتعامد فيها الشوارع الأفقية على الشوارع الرئيسية فأصبحت مدينة الإسكندرية، هذه المدينة التي قام الإسكندر باتخاذها عاصمة لحكمه في مصر.
كما عمل الإسكندر على إنشاء حضارة جديدة تجمع بين كل من الحضارات الشرقية والحضارة الإغريقية اليونانية، فنشأ مزيج بين كل من الحضارتين تمثلت في حضارة جديدة سميت "بـالحضارة الهلينستية" وكانت مدينة الإسكندرية هي المركز لنشر هذه الحضارة.
الوفاة
بعد أن عمل الإسكندر على تحقيق الاستقرار في مصر سعى بعد ذلك للتوغل في الإمبراطورية الفارسية، ففتح العديد من البلاد حتى وصل إلى الهند، ولكن تمكن منه المرض فعاد إلى بابل وتوفى بها في عام 323 ق.م، وهو ما يزال في الثالثة والثلاثين من عمره، وتم نقل جثمانه بعد ذلك إلى مصر حيث دفن بالإسكندرية.